الرئيسية

“ترتيب خاص”.. هذه الشتائم فأين المسلسل؟

#ترتيب #خاص. #هذه #الشتائم #فأين #المسلسل

منذ عودته من أمريكا، استقطب المخرج السوري الشاب ميار النوري كل من تعامل معه بسبب ثقافته الواسعة ورشاقة أفكاره وتقديمها بطريقة جذابة لإنجازه العملي على المستوى المحلي والعربي المستوى، نظراً لأنه عاد مسكوناً بهوس الإبداع الفني الجميل، حتى لو كان مستوحى من كل الدمار الذي يحيط ببلده والمنطقة.

ورغم عمله كمخرج إضاءة وتصوير في أكثر من وظيفة، إلا أنه بعد أن أخرج أفلاماً قصيرة وعمل كممثل في عدة تجارب، إلا أنه حقق أخيراً هدفه المنشود عندما أخرج مسلسلاً قصيراً بعنوان “ترتيب خاص”.

العمل من إخراج النوري وتأليف فؤاد يمينة، وبطولة مكسيم خليل وناتاشا شوباني وفؤاد يمينة وكارول الحاج ولين جورا، فيما حل النجم عباس النوري ضيفا في أول تجربة إخراجية لنجله. بالإضافة إلى مشاركة سيرينا محمد ويارا الدولاني.

لكن يبدو أن “أمر خاص” يتناقض مع منطق خلق عمل قصير من حيث كثافة الأحداث وتسارع القصة، ويبدو في الواقع أنه مصنوع بمنطق يخالف القاعدة الأكاديمية للفن. من السيناريوهات، مما يدل على ضرورة اهتمام الكاتب بصياغة التعقيدات، ومنطق البناء الصاعد للقصة، ويتفق على أن التعقيدات ليست عوائق، فهي تمنع البطل من الوصول إلى هدفه، ولكنها قضايا أخرى. المشاكل، والصعوبات التي عليه التعامل معها والتعامل معها.

لا تشكل هذه التعقيدات تهديدًا واضحًا للشخصية الرئيسية وهدفه، على الأقل عند ظهورها لأول مرة، وتحدث عدة تعقيدات في الحبكة لتهديد الشخصية الرئيسية.

تدور القصة حول شاب سوري اسمه أحمد العصبي يعيش في لبنان، حيث تلاحقه الظروف السيئة من كل حدب وصوب. مهووس بالشهرة، وحماسه يأخذه إلى عالم الأوهام والخيالات والأوهام، ويعيش صيفه.

ويحاول الأصبعي إنشاء أي محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي ليحظى بالانتشار والشهرة. العمل في مطعم للوجبات السريعة.

لكن حادثة انتحار تغير حياته بالكامل، فعندما يمر من مكان الحادث ويجد هاتف المنتحر، يكتشف محادثة مع ابنته التي تنتظره على العشاء تعاني من مشاكل نفسية ومالية.

وبعد ذلك يقوم بإجراء اتصال من هاتف المتوفى لجمعية تعنى بمساعدة الأشخاص الذين هم على وشك الانتحار، ويعطيها عنوانا خاطئا، مما يسبب مشاكل كبيرة للخط الساخن والموظف الذي تلقى المكالمة.

ثم نتابع كيف يصبح الرجل مديرا للمركز بعد أن تسبب في فضيحة، قبل أن تنكشف علاقته، ليزج به بعد ذلك في السجن، حيث يؤلف كتابا بعنوان “أمر خاص”، فيما يستمر تأثيره على شبكات التواصل الاجتماعي. . .

القصة تبدو هزيلة ومفككة، وتفتقر إلى عناصر أساسية تساعد في التصعيد المتوقع! دون تحقيق معادلة العمل القصير الذي يجب أن يقدم قصة محكمة بالمنطق السينمائي، ويغيب عن مشاهد القيل والقال والجسر، أي أحداث ثانوية لا فائدة منها سوى ربط الشخصيات والأحداث.

حوارات «الترتيب الخاص» غارقة في مونولوجات مفبركة في قصة تخلو أساساً من الصيغة الواقعية، إضافة إلى الحشو المتعمد لسلسلة من الإهانات الفاحشة، التي تأخذنا نحو الانحطاط الفني الحر إذا كان كل هذا تم حذف الإهانات، فهي لن تؤثر على السياق الدرامي بأي شكل من الأشكال، بالإضافة إلى التعريف بالشخصيات السورية، ثم ميل البطل إلى الخيال والفانتازيا بشكل يزيد من تفكك العمل.

كما يقع في مشكلة درامية ثانية عندما تظهر شخصيات معينة فجأة وتختفي دون أن تترك أي أثر. وبدلاً من ذلك، فهو يؤكد على فكرة خلق حضورهم لتبرير حدث معين كان من الممكن تبريره دون وجود تلك الشخصية بأكملها. ومن الأمثلة على ذلك واضح وجود شخصية هند (مفاجأة لين) التي تدخل بطل الرواية في أحاديث شخصية تجعله يتعرض للمسؤولية أثناء عمله، ثم تختفي بعد الانتقام من أحمد، مما يخلق مشكلة خاصة. فيما بينها. نحن أمام غياب أي مبرر يفسر دوافع الشخصيات أو حتى إشارة إلى تاريخهم الذي يشير إلى ما أوصلهم إلى ما هم عليه اليوم.

من الصعب أن نجد إجابة لسبب التصريح الغريب عن هوس بطل القصة بأصابع النساء، خاصة أننا لم نتابع أي حدث يبرر الموقف، أو يعطي سببا مقنعا للحديث عنه، ولا حتى . في مشهد فلاش باك يروي حدثا قديما يبرر ذلك، وتتوالى التساؤلات حوله، عندما نصل إلى واقعة خيانة المذيعة الشهيرة لزوجها مع رجل ليس له صفات تفي بالغرض. وهو هدف لكل امرأة، فماذا عن المرأة التي تعمل إعلامية مشهورة، لم نجد أي سبب يدفعها للغش في مكان عمل شريكها، مما يجعلها عرضة للفضيحة؟

السمة الإيجابية المميزة هي شكل التجسيد والفعالية المذهلة في المنطق الأدائي لبطل العمل النجم السوري مكسيم خليل، واعتماد طرح متميز وكامل لشخصية إشكالية تثير الجدل في كل خطوة يخطوها. يأخذ. وحتى لو لم يظهر التباين اللازم بعد أن يصبح البطل مخرجا ومقدما، فقد بدا العمل عميقا بالنسبة للممثل وفق مدرسة أداء تسمح له بالبحث في العوالم النفسية للشخصية وفهمها تماما، ثم انتبه المظهر الرسمي واللباس وألبسه حركة الجسم المناسبة والمشي وأسلوب المظهر والتصرف المناسب تمامًا لروحه.

ويبقى العنصر البصري سمة جمالية واضحة بعد أن حاول المخرج الشاب إظهار كافة مهاراته، وتمكن من بناء شكل خاص في الضوء واللون، مما يدل على تأثره الواضح بالمخرج ويس أندرسون ومنهج تجربته الفريدة”. فندق بودابست الكبير”.

كل هذه مجرد محاولات لخلق جمال في الصورة، وربما الاستمتاع بها على مستوى الأداء، لكن المؤكد هو أن جوهر السرد يبقى هو الذي يُعتمد عليه في نجاح القصة، وهو ما جعلها واضح. وهو العيب الذي تركه خارج الاهتمام العام والنقدي.

#ترتيب #خاص. #هذه #الشتائم #فأين #المسلسل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى