فلسطين “جوهرة ” الفن المصري الرفيع | فن
#فلسطين #جوهرة #الفن #المصري #الرفيع #فن
فلسطين ومقاومتها عظيمة، وشهيدها عزيز على قلوب كل المصريين الوطنيين، الأمر ليس مشاعر، ولا تفضيل لشخص على آخر، بل هو مصير مشترك تفرضه الجغرافيا. وفرضتها وحدة العرق والثقافة والدين من كافة النواحي، فلسطين مصرية، ومصر فلسطينية، رغم أنوف الصهاينة والأميركيين، وأعوانهم “المستأجرين” هنا وهناك.
هذه المعاني فهمها المماليك، الذين انطلقوا بخيولهم وسيوفهم للدفاع عن الأرض المقدسة من غزو المغول بقيادة سيف الدين قطز، ومن قبلهم فهمها الأيوبيون عندما دخل صلاح الدين الأيوبي. مصر تتحرر. وهو من الصليبيين الوزير درغام، ودخل فلسطين لتحرير القدس. وكان يعلم أن مصير مصر يتوقف على فلسطين، ومصير فلسطين يتوقف على مصر.
المبدعون الوطنيون
هذه المعاني فهمها المبدعون الوطنيون المصريون، منذ نكبة 1948، وهنا لن نناقش خيبات السياسيين والجيش، بل نقترب من “فلسطين” التي أحبها المبدعون ووصفوها في قصائد قصيرة. قصص، وأفلام، تمكنت من إبقاء “جوهرة” العروبة في ضمير الأجيال المتعاقبة. أول فيلم تزامن مع نكبة عام 1948 كان “أرض السلام”، بطولة عمر الشريف، وبيتان حمة. وشارك فيه نجوم سينما مصريون آخرون.
ويحتوي على وصف للمقاومة البطولية التي أبداها الشعب الفلسطيني ضد العصابات الصهيونية المدعومة من الجيش البريطاني، ويذكر البطولة التي قام بها المتطوعين من مصر البطل “أحمد عبد العزيز” الذي سبقهم جميعا إلى فلسطين بمتطوعه الكتائب، قبل أن يرسل الملك فاروق الجيش بصفة رسمية، وقاتل “أحمد عبد العزيز” وحقق رجاله انتصارات عظيمة، ومات برصاصة محارب مصري ظن خطأً أنه أحد الصهاينة.
وفي تلك الحقبة قدمت السينما المصرية أفلاما ركزت على بطولة الجيش، وفي الفترة التي تلت 23 يوليو 1952 ظهرت في السينما قصة “السلاح الفاسد” التي رأى الضباط الأحرار أنها السبب في ظهورها. هزيمة الجيش المصري في فلسطين.
إلا أن خالد محيي الدين، أحد مؤسسي جماعة الضباط الأحرار، قال في مذكراته التي تحمل عنوان: “الآن أتكلم” والتي صدرت بعدة طبعات بالقاهرة في التسعينيات: الأسلحة الرديئة ليست مسؤولة عن الهزيمة، بل مصدرها الهزيمة هي عدم وجود “القوة النارية”. “كفى لردع العدو الصهيوني مدعوما بأسلحة بريطانية متطورة، والجيش المصري لم يتلق التدريب المناسب في الفترة التي سبقت دخول الحرب.
الفيلم المهم الذي حاول تقديم صورة حقيقية وصادقة للمقاومة الفلسطينية التي كانت حاضرة في لبنان إبان الاجتياح الإسرائيلي لبيروت والجنوب، هو: “ناجي العلي” من إنتاج الفنانة “نور الشريف” “، وهو من إخراج عطاف الطيب، والذي لعب فيه دور الفنان ناجي العلي، رسام الكاريكاتير الفلسطيني الذي قتله الموساد في لندن، لإسكات صوته المزعج دولة الكيان.
وكما أغضب ناجي العلي الصهاينة في حياته، فقد كان فاضحا تجاه عملاء إسرائيل وعملاء المخابرات الأمريكية في وفاته، فهاجموا “نور الشريف” بعنف.
أغنية المقاومة المصرية
وفي الوقت نفسه، وقف الشعر المصري ثابتًا على الجبهة نفسها، وأصدر الأبنودي ديوانه: «الموت على الأسفلت» وهي رثاء للفنان الراحل ناجي العلي، الفنان المناضل الذي عاش في المعسكر. وأصيبت بالفقر والغربة، واكتشفها الشهيد “عيسان كنفاني” الصحفي الذي قُتل في السبعينيات في لبنان بأمر من جولدا مائير رئيسة وزراء دولة الكيان.
وكما كتب الأبنودي ديوانه الشعري: “الموت على الأسفلت”، فقد كتب ديوانه: “القانون والحرام”، الذي يفضح فيه حلفاء الصهاينة في الوطن العربي، والقصيدة: “المسيح” غناها عبد الحليم حافظ في لندن، وربط فيها ما حدث لليهود مع يسوع ابن الناصرة في أرض إسرائيل، وما حدث للعرب في العصر الحالي.
وقدم الشاعر “أحمد فؤاد نجم” و”الشيخ إمام” العديد من الأغنيات خلال حصار المقاومة الفلسطينية في لبنان، تمجيد نضال الشعب الأبي. وغنى الشيخ إمام أغاني لشعراء فلسطينيين ومصريين تناولت قصة النضال المقاومة، من النكبة إلى طرد المقاومة من لبنان.
وغنى هذه الأغاني في حفلات أحياها في باريس وتونس والجزائر وجنوب لبنان، ومن المعروف أن مجموعة من نشطاء اليسار المصري انضموا إلى المقاومة الفلسطينية اللبنانية أثناء الحصار الصهيوني لبيروت ومن بينهم المغني. “عدلي فخري”، وعدد من الشعراء منهم الشاعر المعني سمير عبد الباقي.
نوع من؛ نقلت مؤلفات الشيخ إمام الشعور النضالي الفلسطيني إلى الأجيال الجديدة في العالم العربي، وتنفرد تونس بتبني مشروعه الموسيقي الثوري، حتى يومنا هذا. وشاركت الشاعرة أمل دنقل في دعم الهدف العربي الأول، في قصيدتها: “لا مصالحة”، وهي رسالة تهدف إلى الدعوة إلى المصالحة مع إسرائيل، قبل سنوات من توقيع “كامب ديفيد”.
وقد ألقى -رحمه الله- هذه القصيدة في ندوة عامة أقيمت بالقاهرة فيما بعد، وبعد سنوات من وفاته، تعرضت أمل دنقل لحملة تشويه من قبل “شعراء العولمة الأمريكية” تهدف إلى التشهير به. إنجاز، ومنحه أحدهم لقب: “شاعر القبيلة”.
تجربة جدية
وظل الفنانون والكتاب المصريون ينظرون إلى إسرائيل على أنها العدو الأول، وعندما تصاعد النضال الفلسطيني في غزة وغيرها من الأراضي المحتلة، قدم عمرو الشرع وأمل ماهر أغنية “العربية يا أرض فلسطين”، وتم استخدامها لامتصاص غضب الشارع المصري المتعاطف مع الشعب الفلسطيني المناضل.
آخر تجربة جدية على مستوى الدراما التلفزيونية، كانت للمخرج “عشاري نصر الله” المأخوذ عن رواية “باب الشمس” للكاتب اللبناني إلياس خوري، ضمن مسلسل يحمل الاسم نفسه، ولاقى جماهيرياً جيداً. نجاح. هناك العديد من التجارب المسرحية التي تناولت القضية الفلسطينية، أشهرها مسرحية “اليهودي الضائع” للكاتب يسري الجندي، التي قدمها مسرح البالون، تزامنا مع انتفاضة الشعب الفلسطيني الثانية.
بعد “السابع من أكتوبر 2023” أعلن فنانون مصريون تماهيهم مع الشعب الفلسطيني، وسقط فنانون آخرون في عار الجهل والغباء من خلال الاستهانة بالدور الكبير للمقاومة الفلسطينية، ومن بينهم “بيومي فؤاد” الذي عوقب بالقتل. الجمهور المصري لموقفه، وأسقط فيلما له تم عرضه خلال موسم عيد الفطر، مما جعل منتجي الفيلم يفسخون عقودهم.
ورفض المثقفون الوطنيون كل من رافق الحرب الصهيونية في “غزة” بعبارات تطالب بتجنيب “مصر” ويلات الحرب، ورفعوا شعارا يقول: “نحن أموالنا”، وهو شعار يهدف إلى عزل “مصر” المصريين. الناس من بيئتهم الطبيعية وسببهم الأساسي. قضية فلسطين.
الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن آراء المؤلف ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.
#فلسطين #جوهرة #الفن #المصري #الرفيع #فن