من لوس أنجلوس إلى غزة.. قصة “الدبوس الأحمر” الذي خطف الأضواء في حفل الأوسكار | فن

لفت دبوس أحمر صغير ظهر على ملابس العديد من نجوم هوليوود الانتباه وسرق الأضواء، ليحول الأنظار من حفل الأوسكار -الذي أقيم على مسرح دولبي في لوس أنجلوس- إلى قضية مركزية تتعلق بوقف حرب إسرائيل على غزة.

ولم يكن الدبوس الذي يحمل شعار “أوقفوا النار” مجرد إكسسوار فني، بل كان رسالة سياسية قوية لجذب انتباه العالم.

يتميز الدبوس بتصميم بسيط ولكنه قوي، يتكون من دائرة حمراء بها يد مفتوحة مع خطوط سوداء وقلب برتقالي في المنتصف.

وارتدى العديد من الفنانين الدبوس خلال الحفل، ومن بينهم مارك روفالو وبيلي إيليش، اللذين فازا بجائزة أفضل أغنية أصلية. ورغم أن الفنانين اعتادوا على استخدام الرموز السياسية والتعبير عن آرائهم في مثل هذه المناسبات، إلا أن الدبوس الأحمر كان له تأثير خاص هذه المرة، حيث سلط الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة بطريقة غير عادية.

وظهر العديد من النجوم الآخرين وزينوا صدورهم بالدبابيس، مثل المخرجة آفا دوفيرناي، والممثل ماهارسالا علي، وعارضة الأزياء والممثلة كافانا تشيسينغهورس، وريز أحمد، ويوجين لي يونغ.

كما انضم إليهما الممثل الأمريكي من أصل مصري رامي يوسف الحائز على جائزة جولدن جلوب، وظهر طاقم فيلم “Anatomy of a Fall” وهو يرتدي الدبوس.

وتقف وراء هذا الرمز حركة Artists4Ceasefire، ويشرح موقعها الرسمي غرضها على أنه “توحيد الأصوات من أجل وقف فوري ودائم لإطلاق النار في إسرائيل وفلسطين، وتقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين في غزة”.

وتلقت الحركة دعمًا من شخصيات بارزة في عالم الفن مثل برادلي كوبر، وأمريكا فيريرا، وكيت بلانشيت، ودريك، وجنيفر لوبيز وغيرهم، عندما وقعوا على رسالة مفتوحة تدعو الرئيس بايدن إلى الدعوة إلى إنهاء أعمال العنف.

وعندما طالب الفنانون من الحفل بوقف إطلاق النار في غزة، شهد الشارع أمام مسرح دولبي إغلاقا كاملا لحركة المرور بعد تزايد أعداد المتظاهرين المطالبين بموقف حازم لوقف إطلاق النار.

وعبر الممثل الأميركي مارك روفالو عن فرحته بالاحتجاجات لدى دخوله المسرح وسار على السجادة الحمراء، فيما ترددت هتافات “فلسطين حرة حرة” و”أوقفوا إطلاق النار الآن” و”تحيا فلسطين”.

الفنانين والناشطين

تقدم منظمة فنانون من أجل وقف إطلاق النار نفسها على موقعها الإلكتروني بالقول: “نحن مجموعة من الفنانين والدعاة، متحدون في رغبتنا في الاستجابة للأزمة الإنسانية المستمرة في إسرائيل وفلسطين. هدفنا هو استخدام منصاتنا الفنية لتعزيز نداء عالمي لوقف فوري ودائم للعنف، وضمان عودتهم بالسلامة لجميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في غزة. نحن هنا لحماية قيم الإنسانية المشتركة ول “العمل من أجل مستقبل تسوده الحرية والعدالة والاحترام والسلام للجميع. الصمت ليس خيارا بالنسبة لنا؛ يجب أن تسود الرحمة”.

وفي تصريح لمجلة فانيتي فير، قال الممثل سوان أرلو، نجم فيلم “Fallen’s Anatomy”، “لقد فقدنا الكثير من الأرواح منذ 7 أكتوبر. يجب أن يتوقف هذا العنف. هذا يتعلق بإنسانيتنا”.

وأضاف: “إن كوننا محاطين بالعديد من الفنانين المستعدين للإعلان عن مواقفهم يزيد من أهمية الرسالة. كثيرون يرتدون الدبوس الليلة. نحن هنا ليس فقط لتسليط الضوء على القضية، ولكن لنكون صوتًا للإنسانية”.

كما أبدى الفنان رامي يوسف رأيه في مقابلة مع مجلة “فارايتي” وقال: “لا يوجد خيار لوقف العنف، لقد استمر لفترة طويلة. يجب أن ننظر إلى أنفسنا ونكون صادقين في مواقفنا. إذا القيادة تعتقد أن التوقف يجب أن يحدث، فلماذا لم نفعل ذلك حتى الآن؟ نحن هنا لتشجيع الجميع على التحدث بشجاعة”.

الدعوة

وعبر موقعها الإلكتروني، توجّه مجموعة “فنانون من أجل وقف إطلاق النار” رسالة قوية ودائمة إلى الرئيس بايدن، تؤكد فيها ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن التاريخ يسجل مواقف الجميع.

وترتكز الرسالة على مبدأ التضامن الإنساني، حيث قال: “نحن كفنانين ومدافعين، وقبل كل شيء كبشر، نشهد بحزن شديد الخسارة الفادحة في الأرواح والأحداث المأساوية التي تجري في إسرائيل وفلسطين. إننا ندعوكم، كقيادة أمريكية، إلى الدعوة إلى وقف التصعيد ووقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل”. “على الفور لإنقاذ الأرواح”.

وتمضي الرسالة في شرح الأعداد المروعة للضحايا، “لقد قُتل أكثر من 31 ألف شخص خلال الأشهر الخمسة الماضية، وأصيب أكثر من 71 ألفًا، وهي أرقام تعبر عن مأساة إنسانية لا يمكن تجاهلها. ونعتقد في حرمة كل حياة بغض النظر عن الدين أو العرق، ونحن ندين قتل المدنيين الفلسطينيين”. والإسرائيليون”.

وتدعو الرسالة الإدارة الأمريكية والكونغرس وزعماء العالم إلى التدخل بشكل عاجل، “إننا ندعوكم إلى احترام جميع أشكال الحياة في الأرض المقدسة وتسريع جهود وقف إطلاق النار وإنهاء القصف في غزة والإفراج الآمن عن السجناء”. الرهائن. ويجب أيضاً السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان، لأنهم يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والماء والكهرباء”. والأدوية”.

ورافقت الرسالة تصريحات للمتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر، الذي وصف الوضع بأنه “يصل إلى أبعاد مميتة”، فيما تتواصل التقارير عن هجمات جديدة، وتنتهي المجموعة بتحذير شديد اللهجة “نرفض أن نروي للأجيال القادمة قصة صمتنا”. “التقاعس عن العمل. التاريخ يراقبنا “. يقول مارتن. غريفيث للأمم المتحدة.

ويظهر مؤيدون بارزون لهذه الرسالة على الموقع، مثل آرون فريزر، وآصف ماندوي، وآفي جاكوبسون، وآدم لامبرت وآخرين، مما يعكس الدعم الواسع النطاق لتسريع جهود وقف إطلاق النار في غزة.