الرئيسية

وقف إطلاق النار في غزة: أمل هشّ وسط الدمار والصمود

 


وقف إطلاق النار في غزة: أمل هشّ وسط الدمار والصمود, بعد شهور من العنف المتواصل والمعاناة الإنسانية، تم التوصل أخيرًا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، في خطوة حاسمة – وإن كانت هشة – نحو إنهاء أحد أكثر الفصول دموية في تاريخ المنطقة الحديث.


هدنة طال انتظارها

تم التوصل إلى الهدنة بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، ودخلت حيز التنفيذ رسميًا عند منتصف الليل بتوقيت غزة. وقد أكد كل من إسرائيل وحركة حماس قبولهما بشروط الاتفاق، رغم استمرار التوتر وانعدام الثقة بين الطرفين.

وجاء هذا الاتفاق بعد أسابيع من الجهود الدبلوماسية المكثفة، شارك فيها عدد من قادة العالم، بينهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذين دعوا إلى “إنهاء فوري للأعمال القتالية وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى غزة”.


أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار

وفقًا لمصادر رسمية ووثائق تم تسريبها من المفاوضات، يتضمن الاتفاق البنود التالية:

  1. وقف كامل للعمليات العسكرية من الجانبين.
  2. انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان داخل قطاع غزة.
  3. السماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية من غذاء ومياه ووقود وأدوية تحت إشراف الأمم المتحدة.
  4. تبادل الأسرى والمحتجزين، بحيث يتم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة على مراحل.
  5. خطة لإعادة الإعمار، بقيادة تحالف دولي يتولى إعادة بناء البنية التحتية المدنية المدمرة.
  6. ضمانات أمنية تشرف عليها مصر وقطر لمنع أي تصعيد جديد.

ردود الفعل الدولية: ترحيب حذر

رحب قادة العالم بالاتفاق مع التأكيد على ضرورة تحويله إلى خطوة نحو سلام دائم.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان رسمي:

“وقف إطلاق النار هذا خطوة ضرورية أولى، لكن السلام الحقيقي يتطلب التزامًا من الطرفين بالقيم الإنسانية والعمل الجاد نحو حل الدولتين.”

كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى “إطلاق حوار سياسي طويل الأمد” يمنع تكرار دوامة العنف، فيما شدد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على ضرورة التحقيق في الانتهاكات التي وقعت خلال الحرب ومحاسبة المسؤولين عنها.


الحياة بعد النار

بالنسبة لسكان غزة، تمثل الهدنة فسحة مؤقتة من التنفس، لكنها أيضًا بداية طريق طويل لإعادة بناء ما دُمّر.
تشير تقديرات منظمات الإغاثة المحلية إلى أن أكثر من 70% من سكان غزة نزحوا من منازلهم، وأن آلاف البيوت تحولت إلى أنقاض. المستشفيات ما زالت تعاني من نقص حاد في الأدوية، والمياه الصالحة للشرب نادرة.

تقول أمينة الحداد، وهي معلمة من مدينة غزة:

“أخيرًا أستطيع أن أدع أطفالي ينامون دون خوف، لكن السلام لا يعني فقط غياب القنابل، بل أن نعيش بكرامة من جديد.”


الطريق إلى الأمام

رغم الترحيب الدولي، يرى محللون أن الهدنة لا تزال هشة للغاية، إذ انهارت اتفاقيات سابقة خلال أيام بسبب تجدد إطلاق النار أو الغارات المفاجئة.
ويحذر مراقبون إقليميون من أن تحقيق سلام دائم لن يتم إلا من خلال معالجة جذور الصراع، وعلى رأسها الحصار المفروض على غزة، والانقسام السياسي الفلسطيني، وقضية الدولة الفلسطينية غير المحلولة.


الخلاصة: أمل يتنفس بين الركام

يشكّل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة انتصارًا دبلوماسيًا وإنسانيًا في آن واحد. فهو يثبت أنه حتى في أحلك اللحظات، يبقى الأمل في الحوار والإنسانية ممكنًا.
ومع ذلك، فإن بقاء هذا الأمل حيًا لن يعتمد فقط على القادة، بل على إرادة الشعوب التي ترفض أن يكون مصيرها مرسومًا بالحرب.


 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى