دول مجموعة السبع توافق على استخدام الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا

وخلال قمة مجموعة السبع التي عقدت في إيطاليا، أعلنت الدول المشاركة عن قرض بقيمة 50 مليار يورو لأوكرانيا. وسيتم تمويل هذا القرض من الأموال المجمدة التي سيتم توليدها من الأصول الروسية.

استحوذت الحرب في أوكرانيا على اهتمام القمة التي استمرت ثلاثة أيام في جنوب إيطاليا، وحضرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ووفقا للدبلوماسيين، تم التوصل إلى اتفاق بشأن حزمة القروض الكبيرة بعد أشهر من المفاوضات، ومن المقرر أن تستخدم أوكرانيا التي مزقتها الحرب حزمة القروض لتعزيز دفاعها العسكري ضد روسيا، وتمويل إعادة بناء البنية التحتية وتمويل ميزانية الدولة الأوكرانية.

وتسعى الولايات المتحدة أيضًا في المقام الأول إلى جمع الأصول الروسية المجمدة، بما في ذلك دخل الفوائد، واستخدامها لدعم كييف اقتصاديًا. أعلنت الحكومة الأمريكية أنه تم تجميد ما يقرب من 280 مليار دولار من أموال البنك المركزي الروسي في الدول الغربية بسبب العقوبات المفروضة منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل أكثر من عامين.

معظم هذه الأموال موجودة داخل الاتحاد الأوروبي. وقد وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مؤخراً على استخدام دخل الفوائد المستمدة من أصول الدولة الروسية لتمويل المساعدات لأوكرانيا.

وقالت يوروكلير، المؤسسة المالية التي مقرها بروكسل والتي تمتلك أكبر حصة من الأصول المجمدة للبنك المركزي الروسي في الاتحاد الأوروبي، إنها جمعت حوالي 4.4 مليار يورو (4.7 مليار دولار) فوائد في عام 2023.

ومع ذلك، كانت هناك تحفظات كبيرة في بعض العواصم الأوروبية حول هذا الأمر، مما أدى إلى ترتيب يتم بموجبه استخدام سعر الفائدة كضمان لسداد القرض.

إحدى القضايا الشائكة هي من سيتحمل مخاطر الأصول إذا لم يتم تمديد العقوبات الأوروبية، على سبيل المثال لأن إحدى الدول الأعضاء تستخدم حق النقض. وهذا يعني أنه لن يكون من الممكن استخدام الفائدة لسداد القرض.

وأعلن ممثل كبير للحكومة الأميركية على هامش القمة أن الولايات المتحدة تريد أن تتحمل العبء الرئيسي للقرض الذي يصل إلى مليارات الدولارات. وأضاف المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة تريد تقديم ما يصل إلى 50 مليار دولار، أو إجمالي مبلغ القرض، لكييف، لكنه أكد أن الولايات المتحدة لن تكون المقرض الوحيد، وستشارك أطراف أخرى أيضًا.

وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن القرض سيتم تمويله بأموال روسية في كل الأحوال، وإذا تم التوصل إلى السلام فسيتعين على روسيا دفع تعويضات عن الأضرار التي سببها.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أطلق تحذيرات عديدة في الماضي بشأن عواقب مصادرة الأصول الروسية وعائداتها، ووصفت موسكو الخطوة بالسرقة.

وجاء في البيان الختامي للقمة: “إننا نظل عازمين على تبديد أي مفهوم خاطئ مفاده أن الوقت في صالح روسيا، وأن تدمير البنية الأساسية وسبل العيش ليس له عواقب بالنسبة لروسيا، أو أن روسيا قادرة على تحقيق الغلبة من خلال تقويض أوكرانيا اقتصادياً”.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوانك خلال القمة عن مساعدات لأوكرانيا بقيمة 242 مليون جنيه استرليني (309 ملايين دولار).

ولم يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قمة مجموعة السبع منذ عام 2014، عندما ضمت موسكو منطقة القرم. إلا أنها ألقت بظلالها على المؤتمرات السنوية، كما هو الحال هذا العام أيضاً.